الحاج سعيد ابو حبيبة ... رجل العمل التطوعي ...
ولد الحاج سعيد بمنطقة النعيم، في الواحد من شهر محرم لعام 1373هـ الموافق من 10 سبتمبر لعام 1953م، حيث ترعرع بين يدي والده (الحاج احمد) والذي عُرف عنه الايمان والتقوى، وحفظ القرآن وتلاوته عن ظهر قلب، رغم انه كان ضريراً منذوا الصغر، وقد نقل الكثير من الناس انه كان يوقف الخطباء وهم على المنبر عندما يخطأ احدهم في قراءة القرآن.
ومثلما استلهم الحاج سعيد (ابو احمد) شخصيته الايمانية من ابيه، فأن امه الحاجة (ام سعيد) زرعت فيه بذرة حُب العلم، فسعى فيه لوعيه بأهميته، كيف لا ومثله الاعلى امير المؤمنين علي (ع) الذي نشر العلم وطالبنا بالأغتراف من منهله، والذي يقول فيه: { إن كمال الدين طلب العلم والعمل به}.
من مؤهلاته :
* حاصل على شهادة الدبلوم في الالكترونيات والتلفزيون والاتصالات في كلية هارفينغ التقنية في بريطانيا سنة 1977م
* حاصل على شهادة الدبلوم الوطني العالي في الكهرباء والهندسة الالكترونية من كلية ليستر للعلوم التطبيقية في بريطانيا سنة 1988م
* حاصل على شهادة الثانوية العامة الصناعية سنة 1974م
* عمل مدرساً في مدرسة جدحفص الثانوية الصناعية بين أكتوبر 1982م – 1988م
* عمل كمأمور تدريب في شركة البحرين للاتصالات السلكية ولا سلكية (بتلكو) بين عام 1988م – 2009م
كما تلقى العديد من الدورات في كلاً من اليابان و تركيا و الامارات العربية المتحدة، وشارك في العديد من المؤتمرات والملتقيات ومنها مهرجان الشباب العربي بالخرطوم سنة 1987م
وأما عن عمله التطوعي، فأشهد انه كان يعمل بصق وإخلاص، فمنذ صغيري وأنا اراه يمارس عمله التطوعي في المنطقة، بداًً من النادي الثقافي والرياضي، وصولاً الى الصندوق الخيري والذي كان قائداً فيه لخلية النحل التي تأخذ الرحيق لتعطي الفقراء والمحتاجين الشهد. لم يكتفي بذالك بالشارك في تأسيس العديد من الحملات المعروفة على مستوى البحرين كحملة الامام الحسين (ع) للتبرع بدم، وحملة الصندوق الخيري لزيارة العتبات المقدسة، وغيرها... حتى اصبح رئيساً لادارة صندوق النعيم الخيري لاحقا.
وعندما اريد ان اتكلم عن عمله مع المأتم فلا اعلم من اين ابدأ، فلا زالت ذاكرتي تراه حاملااً حقيبة المأتم التي لا تفارقة اصلاً، كعادته متجهاً نحوه، لازلتُ اراه يقرأ القرآن والدعاء والحديث والمولد، يقدم الطعام والشراب، يقود المأتم بعقلانية المعهودة مع زملاءه بالادارة، سنينً وسنين، لا يشتكي لأحداً تعباً او كللّ، حتى ترأس إدارة الماتم (بدورته 1434هـ - 1436هـ) ورغم اشتداد المرض الصعب، ابى إلا ان يكمل الدرب، ... فحقاً يا (ابا احمد) رحلت ... ولم ترحل.
كان يتقرب الى الله بسلوكه وقوله وفعله ومعاملته، كان قوي الشخصية، شذيد الجاذبية، يحبه كل من عرفه، ويحترمه كل من تعامل معه، ذا روح مرحة وثغراً باسم بستمرار، تكاد لا تفارقة البسمة ليلاً نهارا. كان مثال للتفاني والاخلاص بالعمل، يؤثر عدم الظهور، ويقدم من كان يتعامل معه على نفسه، وهذه علامة من علامات الاخلاص بالعمل.
إنه طراز من القادة فريد، يوظف جل وقته وجهده في خدمة المحتاجين، يدفع من يعرفه لفعل الخير، أستاذاً" مشحون بالتواضع، لا يلمح المتحدثون معه ما يذل على الاستاذية ولا الانانية، فحقاً كانت الصفة الغالبة عليه البعد عن الانانية.
ومثلما كان يعمل بصمت كان يعاني بصمت، وقد عاد يهاجر دون ارادته، لا للعلم الذي جبلت نفسه عليه، بل ليقي نفسه شر المرض، وبعد صراع وصراع مع المرض امتده لاكثر من سنتين، وفي يومً مبارك اختاره الله له، يوم الجمعة ومع ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) الواقع في العشرين من جمادى الثاني للعام 1436هـ، الموافق للعاشر من شهر ابريل من عام 2015م، توفي الحاج سعيد ابو حبيبة، عن عمراً يناهز الثانية والستين عاما، قضاها في طاعة الله وتقواه وخدمة ال البيت وخدمة المجتمع من خلال العمل التطوعي.
حيث احتشد اهلة ومحبيه ليودعوه في تشيع مَهيب، طافوا بالجثمان الطاهر ازقة معشوقته النعيم وصلوا عليه بالمأتم الذي طالما اَحَب، ودفنواه بمقبرة المنطقة، بجاور زوجه (ام أحمد) الذي فارقت الحياه قبلَه بسنتين، والذي اشتاقت اليه واشتاقه اليها.
هذا وقد نعته المنطقة بصندوقها الخيري، ومركز شبابها، بجميع مآتمها، ومضائفها، وعلمائها، واهلها، وصحبه الذين بكوه بحرقة. ومن خارج النعيم قد نعاه الصندوق الخيري للنويدرات ومدينة عيسى والدير. وكذالك زملائه في شركة البحرين للاتصالات السلكية ولا سلكية (بتلكو)، والكثير الكثير من محبيه.
وقد قال في حقه، الشاعر نادر التتان :
أنفقت عمرك صاحبا وعضـيدا وعزفت قلبك للقلوب نشــــــــيدا
ولطالما اسست شملاً واحـــــدا لمَ حين جاء الموت رحت وحيدا
لولا مخافة ناقد ومســــــــــائل لكتبت ان سعيداً مات شهـــــــــيدا
الحزن نحن وأنت أنت سيــعداَ أحزنت ارواحاً ودمت سعـــــيدا
وقد قال حقه، الشاعر مهدي عبدالغني :
قوم من موتك واذا لك رجعة ارجــــع ما أظن تسمعنا لحظة او ما إلك رد
قوم شوف الي لأجل موتك تجـــــــمع حول قبرك وبدموعه لك تنـــــــــهد
قوم ادري عز عليك الكل تقطـــــــــع والله لو بيدك ترد والباري يشـــــهد
قوم لو رايد نعاتب وانته تسمــــــــــع والعتاب اشلون إله هاليوم من حد؟
قوم عوف التربه وانظر عين تدمــــع تجرح، تآذي إذا تنزل على الــــخد
وختاما " اقول : يكفي أن تسأل من عرفه وصاحبه ليخبرك بمدى عمله وفعله وصبره ورضاه بالله وقدره..
رحمك الله رحمةً واسعه، وغفر لنا وله، وأسكنه الجنه، وعزائي لاهله وأصدقاءه ومحبيه
والحمدلله رب العالمين
أبن اخ الفقيد وتلميذه : محمود يوسف ابو حبيبة
repliche rolex |