قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
حصر الرأس في السيف
شبكة النعيم الثقافية - 2010/02/07 - [الزيارات : 8391]

حصر الرأس في السيف
عدت لا أزور حبيبتي وكنت أحصر الدنيا كلّها فيها

الحَصْر: الضيق في الصدر، المنع، والحبس.
والحصير: حُصرت طاقة الجسد عليه.

وفي الحبّ حبس أيضاً، وحصر للقلب على صورة المحبّ. ربّما لهذا يكره المحبون تغيير صورة الذين يحبونهم، فإذا ما تغيّر حال تلك الصورة آثروا منع أنفسهم من النظر إلى عمل الدنيا في تلك الصور، ومنعوا تجددها فيهم. ثمّة تجدد ونمو لا يأخذان إلاّ الموت. كنت أسأل أحدهم: عدت لا تزور حبيبتك وكنت تحصر الدنيا كلّها فيها؟ ولقد شاهدتك مرّات أغلقت نفسك عليها ومحوت روحك فيها؟ فقال: تغيرت صورتها، وجهها، جسدها، نال منها المرض وتكاد الآن لا تعرفني، ولها في بالي صورة غير، شكل غير، ضحكة غير، والتفاتة غير. لو رأيتها الآن فستمحى صورتها الجديدة التعبة صورتها الفائتة. لا أرغب في فكّ هذا الحصر عن صورتها المبهجة في داخلي. الصور الجديدة منفرة لأنها أقرب للقبر منها إلى الدنيا. الصور القديمة حياة. وأكثر صور الدنيا عندي ليست جديدة.
ما رأيت أحداً، شخصاً، فكرةً، صورةً، ديناً، فناً، كتاباً، صحيفةً، نهداً، شهوةً، مذهباً، اتجاهاً، مكاناً إلاّ وكان محصوراً. الناس كلّهم محصورون. هذا هو سرّ الملل الأعظم، أسعفه تجميل الحصر، منحه نعوتاً أكثرها سخرية 'الحرية'، وأقبحها شكلاً 'كريم الأساس'. وكأنّ الوجوه لا تبهج إلا إذا كانت محصورة في البياض المريب: لا تنسي ترطيب الاسفنجة أولاً فثمة رجل غبيّ ينتظر الحصر الأكبر، 'الزواج'، فهو المؤكد بالفعل والتجربة شريعة المحصورين بامتياز. إيه.. إنّ الإنسان لفي حصر. كلما زاد غباء الرجل احتاج طبقة سميكة من 'كريم الأساس'. المصيبة لو تسرّع في لحس خدها. اللسان يمحو أيضاً. لكن المصيبة الأكبر حصر الثقافة في 'كريم أساس' امرأة.
أكثر الرؤوس صمتاً محصورة في الغدر، وهو سرّ الذكاء. الكلام يفتح الحصر، يفتح الشخص، وأكثر الرؤوس فراغاً محصورة في العقيدة. يقول المتصوف أبو زيد طيفور بن عيسى البسطامي (توفي 261 هـ) 'اطلع الله على قلوب أوليائه، فمنهم مَنْ لم يكن يصلح لحمل المعرفة صرفاً فشغلهم بالعبادة'. قصده حصرهم في العبادة.
الرؤوس الجريئة، المحصورة في السيف تتذكر جيداً الرجفة الأولى كلما نال السيف منها. المشهد مخيف؟ لا.. عاد لا يخيف تماماً مثل الدم الذي صار لعبة بصرية مفرغة، محصورة في اللون المهيب. يقول أحد المطبرين القدامى الذي عاد رأسه غير محصور في السيف 'كانت الضربة الأولى، في كلّ عام مرجفة بالنسبة لي، ولا يمكن نسيانها. تحتاج من الجرأة الكثير. الآن لا أحتاج إليها.. يحتاجون إليّ'. رأيت أحدهم يضرب رأسه براحة يديه مراراً، يستجمع الدم، يحصره في مقدمة الرأس، يهيج عروقه، يستجمع الجرأة ويخفف من رجفة الضربة، يروّي رأسه بالماء، ثمّ يعيد الضربات، لم يهدأ إلا عندما وقف أمام المطبّر، فإذا هوى السيف أغمض عينيه، واختفى شيء من عنقه في داخله. في كلّ عام صار الرأس محصوراً في الذكرى، محصوراً في السيف.
وُلد الإنسان محصوراً وهو الذي يهبّ كلّ شيء، وكلّ عضو فيه حصاره الذي يليق به. معنى الحرية تأثيث الحصار وتنظيمه.

 

مكان صغير

- يحبّها كثيراً: أنفها كالسيف، ولديها فراغ كثير.
- الجرح فراغ.
- كنت أسأل أبي وفي يدي كتاب ضخم جداً للصلوات والأدعية: من أين جاء كلّ هذا؟ فقال: من الفراغ.
- «وكلما أمعنت النظر رأيت كم أن ما نحسبه ناهلاً من ينبوع الامتلاء هو في الغالب ابن الفراغ» أنسي الحاج.
- للفراغ هندسات.. للفراغ جماليات.
- «مو فارغين ليهم» الفنان عباس يوسف.
- أشهى الصدور ما كان للنهر فيه فراغ.
- سألته: أنت لم تعشق امرأة قطّ؟ فقال: لم تترك لي نفسي فراغاً.
- كانت قادرة على تأجيل متعتها لأنه لا يملأ فراغها.

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق