قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
أماكن رسول
شبكة النعيم الثقافية - 2009/10/14 - [الزيارات : 6238]

أماكن رسول الصورة تمنحنا ألقَ النظر إلى الغائب الآن لم تعد القصص تكتمل.. سير وحيوات مقطوعة بقصص أخرى أيضا لا تكتمل. قصة تبدأ من منتصف تحولاتها أو بما بقي منها فنطمئن إليها، إلى أنّها البداية؛ لذا لا نفهم الأشياء من حولنا؟ ربّما.. تداخل القصص رحمة؟ ربّما..الاطمئنان نعمة تشبه نعمة المؤمنين بفوزهم؟ ربّما.. تداخل الشفاه؟ لا أعتقد! إذن تصويرها لحظة تهاضمها؟ أكيد.. أكثر الأشياء أهمية في حياتنا . أكثرها تأثيراً.. أكبرها.. أصغرها أيضاً، تحدث ونحن غائبون. الصورة تمنحنا ألقَ النظر إلى الغائب.

ليس هذا مهمّا عندي الآن فلقد خَدَرَ الشايُ.. وحانت ساعة اللقاء بمصور مفتون بملء الصور بمشاعره، بحصافة ذوقة، بالاتقان المبين، وبشيء من الجنون، كلّها تعني: شكري رسول. لم يكن على جدران المكتب الذي يأخذك إلى أستوديو التصوير غير صورتين لكولاج فيه أورا ق من مخطوطات نادرة. بدأ رسول يسألني: "هل تعرف ما هذه الصورة؟ فسألته "أنا لا أرى غير صورتين لك في المكان كلّه" فقال " أنا لا أحب أنا أرى صوري على جدران المكان.. أحبّ السعة في المكان -يشير بيده إلى ما لا نهاية- والصور تحدّ من هذا الاتساع. أحبّ أن أرى الجدران عارية.. أحبّها هكذا"، وصمت. الأشياء العارية واضحة لعظم اتساعها.

أربعة أماكن صاغت هذا المصور المتمكّن، خامسها حدّة في عينيه الصغيرتين لا تخطئ التفاصيل ساعة المسح الضوئي: المكان الأوّل في مؤسسة "أشرف" بدأ رسول عمله الأوّل بعد الثانوية بائعاً، ولا علاقة له بشيء اسمه التصوير. أرسل لدراسة مجموعة المقررات بينها أساسيات التصوير، كيف يعمل الفيلم؟، كيف نختار الفيلم للزبون. هذا مدخله الأوّل للتصوير. يروي رسول "طلبت إحدهن فيلماً فسألتها عن الغرض، وهو جزء ممّا درسته فقالت غاضبة: "وإنت إش عليك؟" المكان الثاني فرع لأستوديو "أشرف" في شارع البديع، وهنا " بدأت علاقتي بالناس مختلفة يستفسرون عن الفيلم والتصوير، ويسترشدون بما لدي من خبرة صغيرة. اشتريت كاميرا مستخدمة (Canon AE1) بدأت أصوّر وفق تلك الدروس والمقرارات.

صوري الأولى لامرأة وحصان في بستان قرب مكان عملي بالبديع. دُعيت إلى المشاركة بها في معرض بنادي التصوير في جمعية البحرين للفنون التشكيلية، وأُرسلت لي دعوة الحضور. لا تتصور مقدر سعادتي. جئتُ الافتتاح فلم أرَ صوري، ولا تبرير واضح غير تقدمها على جميع صور ذلك المعرض. شاركت بها في مسابقة "أشرف" وحصلت على الجائزة الثانية". كاد رسول يغادر مكانه الثاني لولا عرض المدير توني توماس بأن يعيّن مساعداً للمصور الاسكتلندي ديفيد مكاوير: ترتيب الاستوديو، حمل الحقائب، المساعدة في ضبط الإضاءة من مهماته. يروي شكري "في هذا المكان عرفت كيف يتمّ التحكم في الإضاءة". وهذا أكثر ما في التصوير: التحكم في الضوء. يغادر المصور الاسكتلندي ويحل محله مصور انجليزي شكى رسول ضعفه المبين إلى المدير توماس فقال له: "اسمعْ.. لماذا لا تجرّب بعض الأعمال وحدك؟" يقول رسول "أعطاني معدات مستخدمة وطلب مني أن ألتقط صوراً سياحية عن البحرين، قال : لا أريد أن أراك هنا سمعت؟ لقد منحني: الثقة والحرية وهذا ما كنت أبحث عنه. عندي التقنية والآن الثقة والحرية".. لا يحتاج المصور المبدع المجنون أكثر من هذا.

صارت صور رسول بطاقات سياحية بريدية، وفي التقويم السنوي لبابكو. المكان الثالث عندما تمكّن رسول من استئجار استديو "أشرف" في سترة وإدارته لصالحه نظير أيجار متفق عليه، لكنه لم يبق فيه كثيراً " كانت أحداث التسعينات تعيق العمل فيه. علينا إغلاقه بعد الرابعة والنصف عصراً كل يوم.كنت أتعرض للتفتيش فغادرت المكان" المكان الرابع مستقر إبداعه الجديد في المنامه بعد أن غيّر شكله. تعلّق به أكثر، وقد يمكث فيه مدّة طويلة ولا يغادره. يقول " هنا جزء كبير من عقلي وإحساسي، أشعر بالحياة كلما دخلته. بقيت فيه مرّة ثلاثة أيام ولم أغاده حتى إلى الخارج. لا يحدث ذلك إلاّ إذا وجدت نفسك في المكان" مكان صغير (1) - "لك .. استدارة خاطفة في رقصة الحياة .. التقطتها عدسة فائضة عن الوجه لتعلق في جدار فائض عن البيت في شارع فائض عن الوطن" هدى أبلان - أصل التصوير حفظ وجوه المييتين.. الغائبين أيضاً - الصورة ربيبة الموت. - غالباً..الصور المعلقة في المجالس والصالات لرجال غابوا. المرأة تستمر في الغياب. (2) - الصور زينة حياة الغائبين.. ومنْ ليس لديه غائب؟ - الغائب الذي ليس لدينا صورة له؛ يبقى أكثر. - غريب يحمل صوراً لغائبين ويسأل. - هل كنتُ تظنّ أنّ التصوير يهبك قدرة المحو؟ (3) - أقوى من التعلّق بالعيون، التعلّق بصورة امرأة غائبة. - غيابها على قدر صورها. - كلّما تصفّح صورها غابت في غابة صدره... أحياناً تغيب أكثر.

/

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق