قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
ملف خاص
 
في لقائه مع شبكة النعيم ..الزواج وأثر ثورة الإتصلات على العلاقات بين الشباب
شبكة النعيم الثقافية - 2008/04/04 - [الزيارات : 9147]

الزواج وأثر ثورة الإتصلات على العلاقات بين الشباب

الحوار الأول مع سماحة السيد عبد الله الغريفي (دام ظله الوارف) .
في منزله الكائن في منطقة السهلة الشمالية ، في يوم السبت صباحاً تاريخ 21 ذو القعدة 1428هـ الموافق 1/12/2007م

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
في ظل المتغيرات الثقافية والتداخل الأيدولوجي وتطور وسائل الاتصال وانصهار الكثير من الشباب من كلا الجنسين في عالم الاتصالات وثورة التقنية الحديثة والسياسات التمييعية الموجهة وبث المجون وسهولة تكوين العلاقات المنحرفة، حتى قالوا أنه لم يأتِ عصر على البشرية كهذا العصر في تسهيل الوصول إلى المعصية وإثارة الشهوات ... والتي كان من أثرها تنامي العلاقات بين الجنسين واشتعال الطاقة الجنسية والهيجان العاطفي المريع، مما أدى إلى ظهور الكثير من التحديات التي تصارع المجتمع بكل ما تحمل تلك التحديات من مثيرات وإغراءات تجعل الكثير من الشباب تائهين في البحث عن حلول تحت المظلة الإسلامية والمنهج القويم الذي يطهر المسلم من كل دنس.
فمن هذا المنطلق تطفو على السطح العديد من الأسئلة بين الشباب، نود من سماحتكم الرد عليها، حتى تسير بهم البوصلة في الاتجاه الصحيح، وكلنا ثقة برحابة صدركم وجميل تقبلكم لأنكم كنتم ولا تزالون تدعون إلى الحوار والشفافية

السؤال الأول: بدايةً ما هو رأيكم في الزواج المبكر وتسريع أمر الزواج لكلا الجنسين وفقاً لنظرتكم الشمولية للمجتع البحريني بالتحديد؟
سماحة السيد عبد الله الغريفي (دام ظله الوارف) يجيب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلوات على سيد الانبياء والمرسلين سيدنا و نبينا وحبيبنا وقائدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين.
في البداية أرحب بكم وأتمنى أن تكون هذه اللقاءات قادرة على أن توصل صوت الاسلام وصوت الدين الى مساحات كبيرة من شبابنا وشاباتنا والذين يتعشقون الاسلام ويتعشقون الدين ويتعشقون أن يسمعوا رأي الدين ورأي الاسلام في همومهم وفي قضاياهم وفي كل مشاكل حياتهم خاصة في هذا العصر الذي تزدحم فيه الاشكالات والتحديات التي تواجه شبابنا وشاباتنا .
السؤال الاول رغم وجود مجموعة من التعقيدات والصعوبات التي تواجه الزواج في هذا العصر ، ، إلا أنني أؤكد على ضرورة التبكير في الزواج ، أنا مع الدعوة إلى ،الزواج المبكر وذلك بسبب كثافة الاغراءات والمثيرات الجنسية التي تواجه شباب اليوم ، أجواء جنسية محمومة، شبابنا اليوم يعيش في أجواء جنسية محمومة ومجنونة ، الشاب الآن تحاصره هذه الاجواء الخانقة والصعبة التي تستثير فيه كل رغبة من رغبات الغريزة الجنسية ، في جو من هذا النوع لا شك نحن بحاجة إلى أن نحصن شبابنا من المنزلقات الخطيرة وما يحصن الشباب هو الزواج ،ولذلك جاء في الحديث عن رسول الله (ص) "يا معاشر الشباب من إستطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للطرف وأحصن للفرج" الرسول يدعو الشباب إلى أن يتزوجوا في زمن لم تكن أجواء الجنس المحموم بهذا المستوى وهو يدعو الشباب إلى الاسراع بالزواج ، "من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر " فكيف بنا ونحن في أجواء جنسية تكاد تخنق أنفاس الشباب وتكاد تحاصر أوضاع شبابنا ففي أجواء من هذا النوع لا شك بأن الزواج المبكر يشكل ضرورة لتحصين الشباب والشابات في مواجهة كل المنزلقات التي تقودهم الى الفسوق والى الرذيلة وإلى الإنحراف.

شبكة النعيم الثقافية: السؤال الثاني سيدنا هل السن(العمر) معيار للزواج المبكر وما هو السن الادني للزواج المبكر ؟
السيد : أنا لا يعنيني السن كثيراً بقدر ما يعنيني النضج والقدرة ووجود ثقافة الحياة الزوجية ، أحيانا تجد إنساناً مبكراً في سنه ويملك ثقافة الحياة الزوجية ، خاصة شبابنا اليوم وشاباتنا يقرأون ويطلعون ، يمكن في الازمنة الماضية ثقافة الحياة الزوجية ضئيلة ، الان الشباب من خلال مطالعاتهم وقراءاتهم وثقافتهم تتشكل ثقافة الحياة الزوجية بشكل سريع ، فأنا أقول السن ليس معياراً ، متى ما توفرت ثقافة الحياة الزوجية بنسبة توفر إمكانية أن يتشكل بيت الزوجية ، ثقافة الحياة الزوجية تنمو وتنضج وتتطور من خلال الممارسة والاستمرار في التثقف.
المهم أن يتوفر هذا القدر من الثقافة الزوجية في معرفة الحقوق والواجبات وطرق التعايش السليم مع إمكانية مالية بدرجة معقبولة ..فالسن بذاته ليس المعيار.

شبكة النعيم الثقافية : هل فعلا الزواج المبكرفي البحرين صعب مستصعب على ضوء قرائتكم للوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلد ؟
السيد: كما قلت هناك تعقيدات وصعوبات تواجه الزواج .

شبكة النعيم الثقافية : هل هذه أوهام للناس أم هي نفسها فعلا ؟
السيد : لالا هناك تعقيدات ، مثلا : الآن التكاليف الباهضة للزواج ، تحدي صعب أمام شبابنا ، الآن بدأت إرهاقات في التكاليف ، مصروفات للخطبة ، مصروفات للعقد ، أصحبت الخطبة تحتاج حفلة والعقد يحتاج حفلة والزواج يحتاج حفلة، فكثرت العناوين، سابقا كان يعقد ويتزوج مرة واحدة وتنتهي المشكلة ،أما اليوم صارت خطبة وبعد الخطبة فترة طويلة يصير عقد وبعد العقد فترة طويلة يصير زواج . فهناك إرهاقات مالية وتكاليف مالية باهضة تفرضها أوضاع الزواج ، المهور نفسها أيضا بدأت ترتفع ، مشكلات السكن ، كثير من شبابنا يريد يتزوج ولكن سكن ما عنده !
هذه تحديات عملية واضحة أمام الزواج ، إذا قرأنا الواقع المعيشي لشبابنا اليوم في هذا البلد نجد أنه يشكل أحد التحديات أمام الزواج ، ولذلك نحن ندعو إلى وجود علاجات لهذه الاشكالات حتى نسهل على شبابنا ، أولا : ندعوا إلى تخفيف المهور وعدم المبالغة في المهور وخاصة أن الاسلام يحث كثيرا على تخفيض المهور يعني " شؤم المرأة كثرة مهرها "، " من بركة المرأة يسر مهرها " ، " لا تغالوا في المهور فتكون فتنة" ، هذه أحاديث الاسلام تدعو إلى تقليل المهر ، ندعو أيضا إلى تقليل تكاليف الزواج وأن لا يكون هناك تعدد ، عقد وزواج وتنتهي المشكلة .
نحن بحاجة إلى أن تتشكل مؤسسات تعالج هذه الاشكالات والصعوبات حتى نسهل على شبابنا سرعة الزواج ونوفر لهم أجواء تحميهم من مخاطر الانحراف .

شبكة النعيم الثقافية: اعتاد الناس مؤخراً بإشهار الخطوبة بشكل كبير وإخفاء الزواج وحصره في النساء فقط بعكس الزمن الماضي، بدعوى الإرهاقات المادية، ما هي رؤيتكم في ذلك؟
السيد : أقول من الناحية الاسلامية هناك دعوة إلى إشهار الزواج (عقدا أو زفافا) ، هناك دعوة أن يشهر بين المؤمنين ولكن كما تفضلتم الآن نتيجة الصعوبات والارهاقات المالية أصبح بعض الناس يشهرون مسألة العقد أما مسألة الزفاف، فلا يُشهر بشكل واضح ، أنا أقول لو تعالج المشكلة في أن يجمع بين العقد والزواج ، لماذا نحن نجعل فواصل واسعة بين العقد والزواج .

شبكة النعيم الثقافية: نعم صحيح سيدنا وهذا يجرنا إلى السؤال يقول ما هي المدة الأنسب للخطوبة ؟                                      السيد : نعم ، لماذا نجعل فواصل ومساحة كبيرة من الزمن بين العقد وبين الزواج ؟ في بعض المناطق الاسلامية العقد في ليلة الزواج ، في ليلة الزفاف نفسها يصير العقد ، نحن لا ندعوا إلى ذلك ولكن فليكن العقد والزواج في نفس الاسبوع ويكون في حفلة واحدة وفي جو واحد ومناسبة واحدة ، هذا التعدد هو الذي دفع البعض إلى أن يحاول أن يشهر عقده ولا يشهر زواجه ، مطلوب إسلاميا أن يشهر العقد ولكن الزفاف هو الظاهرة الابرز في حياة الإنسان فيجب أن يشهر بشكل واضح ، وقلنا يمكن أن تعالج بمزج المناسبتين.

شبكة النعيم الثقافية : نأتي لخطوة قبل الخطب والمراسيم ، وفقا للاعراف السائدة
أيهما أصعب برأيكم، بحث الشاب عن الفتاة المناسبة، أم انتظار الفتاة للشاب المناسب؟
السيد : طبعا الاعراف جرت أن البنت دائما تنتظر الخاطب ، هذه الاعراف التي جرت في مجتماعتنا ، الفتاة تبقى ، وإذا لم يأت الخاطب تبقى إلى أن تصبح عانساً ، فالعرف السائد في مجتماعتنا أن الرجل هو الذي يتقدم ، الرجل هو الذي يبحث الرجل هو الذي يخطب هوالـ..

شبكة النعيم الثقافية : فأيهما أصعب ؟
السيد : أقول إسلاميا لا يوجد مشكلة أن المرأة تبحث عن زوج ، نحن لماذا نعيش محكومين لعرف خاطئ ، وإذا نسميه " عيب " هذا العيب من أين أتى ؟!
هذا العيب نتيجة أعراف تراكمت ، أعراف خاطئة وربما أعراف جاهلية ، هي ليست أعرافاً إسلامية ، أضرب لك مثلاً : في عصر رسول الله (ص) جائت إمرأة إلى رسول الله ورسول الله جالس في المسجد وفي أوساط الصحابة ، وقالت يا رسول الله زوجني ، تقف أمام رسول الله وأمام المسلمين وتقول يا رسول الله زوجني !! فيلتفت الرسول (ص) إلى الصحابة الجالسين ، من يتزوج هذه المرأة؟ فيقوم رجل يقول يارسول الله زوجنيها ، فيقول له الرسول : ما لديك ؟ قال : ما عندي شئ أقدمه لها ، أمره الرسول بالجلوس وكرر الرسول من لهذه المرأة ؟ ، فقام الرجل نفسه وقال : أنا يا رسول الله ، فقال له : ما عندك ؟ قال : ما عندي شئ ، أمره بالجلوس ، في المرة الثالثة قال الرسول(ص) : من لهذه المرأة ؟فقام الرجل نفسه ، فقال له رسول الله : أتحسن شيئا من القرآن ؟قال : نعم ، قال الرسول (ص) : زوجتكها بما تحسن من القرآن فعلمها .
الشاهد أن هذه المرأة بشكل واضح وعلني هي التي أتت تبحث عن زوج وعند رسول الله وأمام جمع من الصحابة ، فلماذا يتحول هذا إلى عيب ؟!
بالعكس المرأة فلتبحث وإلا ستبقى حتى تصبح عانساً

علي(المصوّر): بأي طريقة تبحث المرأة ؟
السيد : طبعا لما أقول تبحث ليست هي التي تتحرك وحدها ، تستخدم عدة وسائل ، تكلف أهلها ، تكلف صديقاتها ، تكلف من تثق به يفتش لها عن زوج صالح فلا يوجد مشكلة ..

شبكة النعيم الثقافية : يجرنا هذا إلى سؤال هناك البعض من كلا الجنسين، فئة الشباب، من يتعارفون على بعضهم من وراء أهلهم بالهاتف أو الإنترنت بدعوى التعرف والتمحيص بشكل شخصي للتأكد من شريك الحياة وربما يستمر هذا التعرف أشهر وسنوات ويتحول إلى حب وتجاذب نفسي، ما هو تعليقكم على هذه الظاهرة؟
السيد : حقيقةً أن الذي يبحث عن زوجة والتي تبحث عن زوج ، لا بد أن يتعرف كل منهما على الآخر ، ولكن يا ترى هل الطريق الشائع الآن من تكوين علاقات طويلة الأمد بين شباب وشابات من أجل التعرف على بعضهم البعض تعتبر طريقة صحيحة ؟!
هذه الطريقة أمامها مجموعة إشكالات ، فهذه الطريقة أن يبقى شاب مع شابة بعنوان التعرف ، ويبقون لفترة طويلة يعيشون هذه العلاقة المسماة بفترة التعارف ، هذه العلاقة من هذا النوع بين شاب وشابة علاقة تحكمها أجواء عاطفية محضة.
تصور شاب في ذورة شبابه وشابة في ذروة شبابها ، في الغالب الفتاة تحاول أن تبرز انها النموذج لهذا الشاب ، والشاب يحاول أن يبرز أنه النموذج لهذه الفتاة ، فالعلاقة محكومة لأي شئ ؟ لإجواء عاطفية لا أجواء عقلية ، ثم هناك مجاملات خادعة ، تجامله بالكلمة، تجامله بالبسمة، وهو أيضا يجاملها بالكلمة ويجاملها بالبسمة
فتتحول إلى علاقات خادعة، ويتحول إلى سلوك غير طبيعي إطلاقاً ، أنا أعتبرها فترة مضلّلة ، فترة غير حقيقية، ولذلك نحن نلاحظ أنه يتم هذا التلاقي والتعارف ويستمر لفترة ويقتنع الشاب وتقتنع الشابة نتيجة هذا الجو من العواطف المتبادلة ، وفي أول يوم من الزواج ينكشف أحدهما على الآخر ، وإذا به ليس هو الشاب التي تعرفت عليه خلال سنة ، وإذا بها ليست هي الشابة التي تعرف عليها خلال سنة ، لماذا ؟ لأن السنة محكومة للعواطف ، ولما أصبحوا أزواجاً حقيقيين ، برز الزوج على حقيقته وبرزت الزوجة على حقيقتها ، ولذلك الاسلام لا يطرح هذا الاسلوب للتعارف ، الاسلام يطرح اسلوب آخر ، الاسلام لا يمنع اللقاء بين الشاب والشابة في مرحلة من المراحل للتعرف على بعض القضايا ، ولكن الطريقة التي يطرحها الاسلام لاختيار الشريك هي طريقة تعتمد على الدراسة الميدانية الحقيقية للسلوك ، هناك طرق لدراسة هذا الشاب دراسة من الواقع ، وليس لقاء المجاملات ، كيف الدراسة الميدانية المستوعبة الواقعية ؟
الاسلام يطرح طريق السؤال والاستشارة ، أأتي لمن يملك رؤية تفصيلية واقعية عن هذا الشاب وأسأله ، لا التقي معه مدة وأقيمه! ،أأتي لمن عايشه سنين حتى أكتشف واقعه ،واقع سلوكه ، واقع أخلاقه ،واقع حياته ، هؤلاء الناس الذين عايشوه هم أقدر على أن يشخصوه لي ، ربما أعيش معه سنة للتعارف لاأستطيع أشخص حقيقته ، ولكن هذا الذي عايش على الطبيعة معه يستطيع أن يشخصه ، فالاسلام يدعوا إلى الاستشارة في الزواج ، السؤال ، البحث ، أنا إن أردت البحث عن فتاة أسئل من يتصل بها من يجتمع بها ،وضعها في المدرسة كيف ؟ وضعها في البيت كيف ؟ وضعها في المجتمع كيف ؟ أكون رؤية تفصيلية موضوعية عن علاقاتها عن صداقاتها عن الوضع الديني داخل البيت . هذه الدراسة تعطيني صورة حقيقية وليست صورة مزورة ، علاقات التعارف تُعطي صورة مزورة ، لكن هذه الدراسة الميدانية تعطي الصورة الحقيقية للمرأة والصورة الحقيقة للرجل ، ولذلك الآن أحدث الاساليب ليس التعارف ، الآن أحدث الاساليب مكاتب الزواج الحديثة ، مكاتب الزواج الحديثة لا يوجد تعارف ، ملف كامل عن الرجل ، ملف كامل عن المرأة ، عندنا ملفات ، إقرأ الملفات وأختر لك زوجة ، إقرأي الملفات واختاري لك زوجا ، دراسة كاملة ، نفسية فكرية ثقافية وحياتية، فهذه لما تقرأ الملف كاملا تأخذ الصورة الحقيقية للشاب ، وهو يأخذ الصورة الحقيقية للفتاة ، فالاسلام يقول أبحث، أدرس ، ومع ذلك يسمح الاسلام باللقاء ، أحيانا بعض القضايا لا تكشفها الدراسات ،فيسمح للقاء معين ، لمقابلة ، مقابلتين وثلاث وأربع وعشر ... ، لا يوجد مشكلة ، ولكن هذه المقابلة ما هي فائدتها ؟
دراسة الشخصية بشكل عام ، قياس المستوى الثقافي ، مستوى الوعي ، مستوى اللياقة الكلامية ، الاخذ والعطاء ، الشكل والمنظر واللون ، هذه تحتاج للقاء ولذلك الاسلام أباح اللقاء ، ولا يعني أكون لي علاقة تستمر لمدة أشهر ولمدة سنين من أجل التعارف وكم وكم مشروعات زواج فشلت من الاسبوع الاول مع وجود علاقات دامت طويلا ..
شبكة النعيم الثقافية: هل تؤيدون الزواج من الخارج، من الدول العربية والإسلامية؟

السيد : لا شك لكثرة وجود العوانس ف هذا البلد فأنا أدعو الى الزواج من الداخل ،خاصة وأن الزواج من الخارج يفرض كثيراً من الالتزامات المرهقة.
فهناك مسألتان :
أولا : حتى نحمي بنات البلد من أن يتحولن إلى عوانس لا بد من التقليل من اللجوء الى الخارج في الزواج .
ثانيا : الزواج من الخارج يفرض إلتزامات كثيرة ، بعضهم أصبح يصرف أكثر راتبه على السفرات ، وهذا المسكين راتبه بسيط وإذا به يصرف كل أمواله على سفرات ، فدعوة الزواج من الخارج فيها بعض الصعوبات وأنا أميل إلى الدعوة إلى الزواج من الداخل .

شبكة النعيم الثقافية : سمعنا أن شعار المجلس العلمائي هذا العام هو " التزويج من الشعار إلى التفعيل ، ما هي آليات المجلس لتفعيل هذا الشعار ؟
السيد : المجلس طرح هذا الشعار نتيجة ما قرأه المجلس من وجود أزمات حقيقية لدى شبابنا في مسألة التزويج ، طبعا الآليات التي يعتمدها المجلس في تفعيل هذا الشعار :
أولا : إيجاد خطاب متحرك ، يحرك عند الناس حِس المساهمة الحقيقية في إنقاذ شبابنا من العزوبة ، دعوة عامة للناس في أن يساهموا في إنقاذ الشباب وإنتشالهم من العزوبة، بالتسهيل ، بالمساعدات المالية ، بتسهيلات إجتماعية ، بأي وسيلة من وسائل التسهيل ، هذا الخطاب الموجه للناس سيساهم بدرجة كبيرة جدا في دفعهم للمساهمة في إنقاذ الشباب من ظاهرة العزوبة ، هذه الظاهرة الخطيرة المرعبة الذي قد توقعنا في العشرات من المآسي الاخلاقية والجنسية .
ثانيا : أن المجلس قد يتبنى عدد معيناً من الشباب ليزوجهم ، مثلا أن يقرر المجلس أن يزوج هذه السنة 500 شاب مثلا .
ثالثاً: هناك إصدارات لخلق ثقافة الزواج وثقافة الحياة الزوجية ، فعندما ندفعهم للزواج يجب أن نخلق عندهم ثقافة الحياة الزوجية
رابعاً : وضع لجان تدرس المعوقات الحقيقية لنستطيع أن ننطلق بهذا الشعار إلى التطبيق .
شبكة النعيم الثقافية : تشير الدراسات بأن هناك ازدياد مخيف في نسبة الطلاق في البحرين، ما هي الأسباب والعوامل التي أفضت إلى ذلك؟

السيد : أنا في تصوري أن ازدياد نسبة الطلاق راجع إلى مجموعة أسباب :
أولا : عدم الدقة في الاختيار ، شبابنا متسرعون ، دخلت في نفسه فتاة ، بسرعة يقول أحبها وسأتزوجها ، نحن قلنا أن الاسلام وضع ضوابط معينة للاختيار ، وليست مجرد نزوة تجعله يقبل بسرعة بلا فحص بلا تدقيق ، فعدم الدقة في الاختيار وعدم الدقة في تطبيق الضوابط في البحث والاختيار هو أحد الاسباب .
ثانيا : الوضع المعيشي ، أحيانا الظروف المعيشية القاسية تضغط ، بعض النساء لا يتحملن هذا الضغط ، تفكر في أنها تعيش بمستوى معين وإذا بها تفاجئ بأن الزوج المسكين لا يملك إمكانات كافية فتبدأ المشاكل ، فتدني الوضع المعيشي في البلد هو سبب واضح من أسباب الازمات في داخل الحياة الزوجية .
ثالثا : الاجواء الفاسدة نفسها ، هذه الاجواء المفتوحة الآن ، الانسان مفتوح على علاقات وأجواء برامج فاسدة وفاسقة تستثير غريزته فيصبح لا يكتفي بزوجته ، يفتش على علاقات أخرى ، يفتش و يفتش إلى أن يبدأ التأزم في داخل الاسرة ، هي أيضا مفتوحة على أجواء وعلى علاقات ، فأصبحت هذه الاجواء الفاسدة سبب خلق صراعات وأزمات داخل الاسرة .
رابعا : عدم الوعي في مسؤولية الحياة الزوجية ، فلذلك قلنا لا بد من ثقافة الحياة الزوجية ، يدخل الانسان إلى الحياة الزوجية ولا يعرف مسؤولياته وحقوقه ، فهذا يقصر وهذه تقصر ونتيجة غياب هذا الوعي وهذه الثقافة ، تبدأ إشكالات وتبدأ أزمات وخلافات تقود إلى الطلاق .
خامسا : أحياناً ليس عدم الوعي هو السبب، بل عدم الالتزام، فالزوج يعرف ما هي وظيفته ، والزوجة تعرف ولكن لا يوجد عندهم إلتزام ديني دقيق بحيث هذا الالتزام يفرض على الزوج أن يؤدي حقوق الزوجة ، ويفرض عليها تؤدي حقوق الزوج ، غياب الالتزام غياب التشرع غياب التدين الحقيقي أيضاً قد يقود إلى الطلاق .
سادساً : عدم وجود علاجات حقيقية ، الان صيحات كثيرة ترجع كل الاسباب لغياب قانون للاحوال الشخصية ، لا يوجد علاقة ، القانون لا يحل المشكلة ، وما أكثر القوانين المدنية الموجودة ولم تحل مشاكل الناس، نعم .. القانون قد يساهم بنسبة ما ، فقبل 50 سنة لا يوجد قانون أحوال شخصية ولا توجد هذه النسبة من الطلاق! ، ولا عندنا الوعي الموجود الان ولا توجد هذه النسبة من الطلاق ، فليس المعنى أن وجود قانون أحوال شخصية هو عصا سحرية تحل مشاكل النساء ، هذا وهم هذا خداع للناس ، القانون أيضا يحتاج إلى قضاء نزيه ، صحيح وجود قانون يحمي الاسر شئ نافع ولكن ليس وفق الآليات التي تنادي بها بعض الجهات ،فمسئلة الطلاق لها مجموعة أسباب وعوامل قد تتداخل وقد تتفاصل .

شبكة النعيم الثقافية : ننتقل إلى باب آخر قد يكون أكثر حساسية ، بالنسبة للزواج المنقطع ..
شبكة النعيم الثقافية : لماذا يتبرم وينزعج الكثير من العلماء والمثقفين من طرح هذا النوع من الزواج أو تناوله والتحدث فيه علناً ؟
السيد : هي المشكلة أن هذا الزواج واجه بمصادرة تاريخية ، منذ صدر تحريمه في مرحلة مبكرة بعد وفاة رسول الله (ص) تكونت ثقافة تشويه لهذا الزواج ، بدأت ثقافة ترى أن هذا الزواج محرم في الاسلام ، ترى أن هذا الزواج عهر ، ترى أن هذا الزواج زنا ، وهذه الثقافة هي التي تبناها الحكم عبر التاريخ ، هذه الثقافة التي أرادت أن تسقط هذا الزواج وأن تسقط مشروعية هذا الزواج ، فتشكلت ذهنية عند المسلمين بشكل عام ذهنية إستقذار لهذا الزواج ، ذهنية رفض لهذا الزواج والشعور بعدم شرعية هذا الزواج ونتيجة غيابه الطويل ونتيجة الهجمة والثقافة أصبح هذا الزواج حتى في الذهنية الشيعية يعيش حالة من الوحشة!! وأصبح الشيعي لا يستطيع الانفتاح على هذا الزواج المؤقت .
جانب آخر ، تطبيقات مشوهة لهذا الزواج ، ولا زالت التطبيقات تمارس بشكل خاطئ ، مما كون صورة عند الناس لا لأنه زواج غير شرعي ، لكن هذه التطبيقات التي حرفت نظافة هذا الزوج وقداسة هذا الزواج كما هي الآن الشكاوى لبعض الممارسات الخاطئة لهذا الزواج .

شبكة النعيم الثقافية: في حال تعذر الزواج الدائم بالنسبة للشاب أيهما أفضل البقاء أعزباً أم الزواج المنقطع؟
السيد : في حالة غياب إمكانية الزواج الدائم ما هي الخيارات التي نتصورها أمام الشاب ؟هذا الشاب المشحون الطاقة الجنسية والحاجة والرغبة للزواج ، لنفرض أن الزواج الدائم لا يتوفر لأسباب مادية أو إجتماعية...، مع توفر الزواج الدائم طبعا هو الخيار الاول ، ولكن نفترض ان الزواج الدائم امامه صعوبات فماهي الخيارات المفترضة ؟ أقول هناك ثلاثة خيارات مفترضة :
الخيار الاول : نقول لهذا الشاب، إقمع الرغبة والنداء والصرخة الجنسية بداخلك ودعها تسكت ، وهذا غير عملي ، ألف خطاب وعظي لا يستطيع أن يقمع صرخة الجنس داخل الشاب ، هذا خيار غير منطقي ولا عقلائي ولا عملي .وهذا الخيار مرفوض بشكل طبيعي
الخيار الثاني : نقول للشاب إطلق العنان للغريزة لتمارس شهواتها كما تريد واطلق صرخة الجنس كما تشاء ، هذا أيضا خيار فيه كثير من المآسي وفيه ما فيه .
إذن لم يبق إلا الخيار الذي طرحه الاسلام ، وهو خيار الزواج المؤقت ،وهو الخيار الوحيد أمامه ولا خيار آخر ، لا إسكات صرخة الجنس ممكن ولا إطلاق العنان أمر صحيح ومقبول والزواج الدائم متعسر ، هل يا ترى الاسلام يتشدد في عقوبة الزنا ، عقوبات مغلظة ، ولا يضع علاجات ؟!!
زواج دائم متعسر ، الزنا محرم عليه ، كبت الغريزة غير ممكن ، ويزني فيأتي الاسلام ويقيم عليه حداً قاسياً! دون أن يضع له حل ؟! هذا ليس من العدل !
إذن هنا كان العلاج الذي يعالج مشكلة الجنس هو الزواج المؤقت ، فلذلك جاء الحديث الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام "لو لا نهي عمر عن المتعة لما زنى إلا شقي " فإذن يبقى الخيار هو المؤقت ولا خيار آخر .


شبكة النعيم الثقافي : دعوتم في كتاب التشيّع إلى تطبيق زواج المتعة خصوصاً في الفترة التي أسقطها الأقدمون وأبناء القرون الوسطى وهي بين سن البلوغ إلى سن الزواج، هل ترون أن الواقع الاجتماعي البحريني مهيأ لهذا النوع من الزواج؟

السيد :أقول إذا وضعت ضوابط عملية مدروسة لهذا الزواج ، ثم وُجدت ثقافة واضحة ، ثم وُجدت مؤسسات واضحة ، فعدم وجود الضوابط والثقافة والمؤسسات الواضحة يحول الزواج إلى حالة بها كثير من الاشكالات والكثير من الرفض ، الناس لا يستوعبونها ، أما لو يتحول إلى زواج كبداية الاسلام الناس كانوا بشكل طبيعي يتزوجون بهذا الزواج ولا يشكل لهم أي لون من الاشكاليات ، ولكن هذا الغياب الطويل ، وهذه التطبيقات المشوهة خلقت جواً رافضاً هذا الزواج ، المجتمع لا يتقبله بهذه السهولة إلا إذا خلقنا ثقافة معينة ووضعنا ضوابط واضحة جدا ، تأتينا شكاوى تطبيقات جدا مسيئة مما يخلق رفض عند الاسر ، رفض عند النساء ، رفض عند المجتمع ، فحتى نحوله إلى مقبول في المجتمع لا بد أن نضع ضوابط سليمة تحميه ولا بد أن توجد مؤسسات .

شبكة النعيم الثقافية: هل يتقبل المجتمع قيام مؤسسة للزواج المنقطع وفقاً للضوابط الشرعية ؟
السيد: لا أتصور أن المجتمع يمنع ،خصوصا مع وجود ضرورات وحالات قد يتعذر الزواج الدائم ، الآن فعلا في البحرين المحاكم الشرعية الجعفرية لا تمانع من خيار الزواج المنقطع وهذه مؤسسة رسمية ، فأولا نرسم ضوابط سليمة تحمي تطبيقات المشروع وبعد ذلك نفكر في مؤسسات نفكر في خطاب نفكر في دعوة عامة ، أنا أميل إلى أن نبدأ نصمم الضوابط حتى لا نقع في المنزلقات والشبهات ..

شبكة النعيم الثقافية : هنا يأتي سؤال هل ممكن أن المجلس العلمائي بلحاظ المستقبل وبشكل من الأشكال أن يتبنى هذا النوع من المشاريع؟
السيد :المشروع فيه تعقيداته الاجتماعية وتعقيداته التاريخية ، فلا يمكن ان يطلق المشروع ما لم ترسم ضوابط محددة يتفق عليها الجميع ، والمسألة تخضع أيضا للمصلحة ، هل هناك مصلحة أن يتبنى المجلس المشروع أو لاتوجد مصلحة أن يتبنى المجلس نفسه مشروع من هذا النوع ؟
صحيح هو يشكل حاجة ويشكل ضرورة ولكن هل هناك مصلحة في ظل أوضاع معينة في ظل ظروف معينة في ظل هجمات معينة ؟
لكن أن نفكر في إنتاج حالة تخدم هذا المشروع – مشروع يهتم بالتزويج المؤقت- شئ طبيعي هي من مسؤولياتنا كعلماء كمسؤولين دينيين أن نفكر في انتاج حالة تخدم المشروع وتوظفه بطريقة صحيحة .

شبكة النعيم الثقافية: ما هي كلمتكم للذين يحقرون ويسقطون كل من يتعاطى ويحصن نفسه من خلال هذا النوع من الزواج؟
السيد : أولا :تحقير هذا الزواج هو تحقير لزواج شرعي شُرع في الاسلام ، وليس من حقي أن أحقر تشريعاً إلهياً ، مذاهب السنة يعتبرونه الآن نسخ ، الآن غير شرعي وهذا تكليفهم ،أما أنا كإنسان أنتمي لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ومؤمن كل الايمان أن هذا المشروع شرع في الاسلام ،ولا زال مستمر إلى يوم القيامة كما قال الامام الباقر عليه السلام ، فتحقيره لا يجوز لانه تحقير لزواج شرعي إسلامي ، نعم . من حقنا أن نحاسب التطبيقات ولكن ليس من حقي أن أحقر التشريع ، تعدد الزوجات تشريع ليس من حقي أحقر التعدد ، لكن أقول أن التطبيق غير صحيح ؟ من حقي ، أنا من حقي أحاسب التطبيق والممارسات العملية فقط لا التشريع .


شبكة النعيم الثقافية : يقولون أن زواج المتعة امتهان لكرامة المرأة، كيف تردون؟
السيد :الرد أولا بإتفاق المسلمين أجمعين كان زواجا مشرعا في الاسلام ، لا يختلف إثنان من علماء المسلمين أن هذا الزواج في يوم من الايام كان مشرعا في الاسلام ، هذه الفترة التي كان فيها زواجا شرعيا بإجماع المسلمين ، هل كان فيه إمتهان للمرأة ؟ إذا الزواج المؤقت إمتهان إذن الاسلام إمتهن كرامة المرأة في يوم من الايام وهذا إتهام للإسلام وإتهام للقرآن وإتهام لرسول الله (ص). فالذي يتهم زواج المتعة بأنه امتهان لكرامة المرأة فإنه يتهم الإسلام بإمتهان المرأة في يوم من الأيام.
الامر الآخر ، السنة في فقههم يجوزون العقد الدائم بنية الطلاق ، أي لو أن الزوج عقد على إمرأة وفي نيته أن يطلقها بعد شهر وهي تعلم والولي يعلم جاز العقد ، فاذا كانت المدة في الزواج المؤقت تحوله إلى إمتهان فهذا النوع من الزواج أيضا إمتهان للمرأة ، ما هو الفرق بين أن يتلفظا بالمدة أو بالاتفاق لا اللفظ ؟ النتيجة واحدة .
ثم ان إمتهان المرأة على أي أساس ؟! الزواج المؤقت هو زواج شرعي له ضوابط شرعية ، الامتهان هو الذي يوظف ، كما في الزنا كما في العهر ، توظيف عابث لأغراض شهوانية ، وأما المؤقت فهو محكوم لضوابط شرعية وأخلاقية فيه التزامات فيه حقوق فيه احكام الاولاد فيه عدة فيه مجموعة محصنات .

شبكة النعيم الثقافية : هناك من يقول أن زواج المتعة لا يحقق أهداف الزواج – خصوصاً بعد انتهاء المدة- ويؤدي إلى ضياع الأولاد وعدم الاستقرار الأسري، كيف تردون؟

السيد: ما هي أهداف الزواج ؟ الزواج له أهداف ، الهدف الاول هو الاستقرار النفسي ، السكون ، الاطمئنان ، الراحة وأنا أتصور الزواج الدائم يحقق الاستقرار النفسي والزواج المؤقت يحقق أيضا الاستقرار النفسي ، هذا الانسان المرتبك المضطرب الذي يعيش قلق الحالة الجنسية ، تتوفر له زوجة لمدة وبطرق شرعية صحيحة .
الأمر الآخر من أهداف الزواج القضاء على الفوضى الجنسية في المجتمع ، لو لا الزواج لكان هناك الفوضى والعبث الجنسي ، فكما أن الزواج الدائم يحقق القضاء على الفوضى الجنسية أيضا الزواج المؤقت يحقق ذلك.
هدف آخر من أهداف الزواج تحصين الشباب من الوقوع في منزلقات الرذيلة والفجور فكما أن الزواج الدائم يحصن الانسان كذلك الزواج المؤقت يحصنه.
ومن أهدافه ، النسل والتكاثر ، صحيح الزواج الدائم هو المصدر الاساسي للتكاثر ولكن لو أراد الانسان أن ينجب من المؤقت لا يوجد مشكلة ، نعم قد تكون هناك مصلحة في عدم الانجاب من المؤقت أحيانا كما أن الانسان يؤجل الانجاب من الزواج الدائم لظروف تفرض نفسها ، ويستخدم وسائل منع الانجاب لظروف معينة ، فمن هنا قد يرى أن هناك مصلحة في الانجاب أو لا توجد مصلحة ، ، بل أحياناً يكون الزواج المؤقت رديف للزواج الدائم في تحسين أوضاع الاسرة كيف ؟
أنا أضرب لك مثال ، أفرض شخص متزوج زواج دائم ومرت به حالات إستثنائية ، فهو بين خيارات ، إما أن يعدد الزواج وهذا قد يوقعه في إشكالات مع الزوجة الاولى ، وإما أن يكبت غريزته وقد لا يستطيع أو يفتش بأساليب غير مشروعة ليملأ حاجته الجنسية الفائضة
فيأتي الزواج المؤقت يحقق له الاستقرار في وضعه الزوجي ولا يرتبك فيكون أحيانا الزواج المؤقت رديف للزواج الدائم ويعينه حتى في حماية الاسرة وإذا طبق تطبيقاً سليماً .

شبكة النعيم الثقافية :لماذا لا يتم التحدث بشكل علني في الخطب والمجالس من قبلكم والعلماء الأفاضل عن هذا الزواج كخطوة أولى للقبول الاجتماعي؟
السيد : أنا أرى أن الخطوة الاولى أن نضع ضوابط...

شبكة النعيم الثقافية : نعم الدعوة للضوابط...
السيد: لا ليس الدعوة للضوابط ، الضوابط قضايا إجرائية توضع لا ندعو لها ، لا ندعوا الناس أن يمارسوا الضوابط لا ، نحن نضع ضوابط ملزمة بحيث من يريد أن يقدم على هذا الزواج يلتزم بهذه الضوابط ، وهناك خلق وعي أولا وليس الدعوة له ، فقبل الدعوة لهذا الزواج يجب خلق الضوابط العملية وخلق وعي وثقافة ، فما أسهل على الناس أن يتزوجوا وينتشر بسرعة لأن العلماء دعوا إليه فتكون نتائج عكسية أكثر وتكون أسباب لـلنقمة على هذا المشروع أيضا لاننا لم نحصنه ولم نحميه .

شبكة النعيم الثقافية : التطبيقات الخاطئة هي نتيجة صمت العلماء و ..
السيد: لالا ، لا أتصور أنها نتيجة الصمت ، هي نتيجة عدم وضوح الضوابط وعدم وجود المؤسسات التي تشرف على هذا المشروع ، إذن هناك دور قبل هذا هو يكون المشروع تحت قبضتها ولا يكون منفلتاً ، هو الان منفلت هل تريدني أدعوا لشئ منفلت ؟ لا أستطيع أدعو له ، ولكن لو فكرنا وهذا دورنا، وهذا يجب أن يدرس مثل ما في إيران وضعت مؤسسات ، فلما تكون هناك مؤسسة نأتي ندعوا لمشروع ممأسس ، أما الدعوة لشئ منفلت يزيد في الانفلات .

شبكة النعيم الثقافية : هل تشجعون عملياً على هذا الزواج كحل مؤقت لأزمة ملحة قائمة؟

السيد : نعم نؤيد ولكن بالضوابط الشرعية...

شبكة النعيم الثقافية: لو أتاك رجل وامرأة هل تجري لهما عقداً مؤقتاً؟
السيد مبتسما : أنا لست متصدياً ، حتى الزواج الدائم لست متصدياً له ..

شبكة النعيم الثقافية : هل من الضروري أن يكون موثق هذا العقد من المحكمة ؟
السيد : ولذلك أنا أقول أحد الضوابط التي تحميه من العبث أن يوثق ، الآن يوثق عند عالم أم في المحكمة المهم أن يوثق ولا يترك للقاءات السرية غير المنضبطة .
شبكة النعيم الثقافية : حالات عملية من عين الواقع .

1- أنا فتاة أعجبني شاب (ملتزم) معي في الجامعة، وأرغب في الارتباط به، ماذا أفعل؟
نحن ننصح الفتاة من هذا النوع أن تتأنى في الإختيار ، وكلمة أعجبني كلمة فضفاضة فربما أعجبها بسمته أو حركاته أو شكله ، بل نطالب هذه الفتاة أن تدرس الشاب دراسة حقيقية ميدانية وفق الضوابط التي وضعها الإسلام كالدين والخلق والمواصفات التي يؤكد عليها الإسلام في الزوج، وليس الإختيار نتيجة اللقاءات العابرة هنا وهناك أو بمجرد الإعجاب ، فالإعجاب ليس وسيلة للإختيار ، وبعد الدراسة الميدانية العلمية للشاب تقوم الفتاة بالتفكير الوسائل، بمفاتحة أهلها أو ولي امرها الشرعي ولا تتخذ أي إجراءات بعيداً عن أهلها ، لكن الخطوة الأولى هي أن تفتش عن المواصفات ولا تكتفي بنظرة عابرة أو ببسمة عابرة أو لقاء عابر وحتى بعلاقات تعارف لا توصل إلى نتائج حقيقية ، فمتى ما توافرت المواصفات الحقيقية في هذا الشاب فلتبدأ بالإجراءات العملية بإطلاع أهلها والتفكير في أن تختاره زوجاً لها.

2- أنا شاب أدمنت العادة السرية، ماذا أفعل؟
السيد : هذا الشاب طبعاً ننصحه بمجموعة نصائح :
النصيحة الأولى : يحاول أن يبني الجانب الروحي عنده ويقويه في داخله ، الجانب الروحي المتصل بالعلاقة بالله بحب الله ، بخشية الله ، وهذا يحتاج الى اعداد روحي سواء باللقاء بمن يربيه روحياً أو يقرأ الكتب التي تربيه روحياً ، لأنه كلما تتعالى الحالة الروحية ينخفض النزغ الشهواني المحرم في داخل الإنسان ، ولا يعني ذلك أن الحالة الروحية تقضي على الحالة الشهوية داخل الإنسان ولكن تبعد الإنسان عن الأجواء المحرمة لتلبية الحالة الجنسية.
إذاً كلما قويت الحالة الروحية داخل الإنسان ، قويت عنده حالة الإستعفاف.
النصيحة الثانية : ترويض الإرادة ، فهذا ضعيف إرادة، وقد يعلم أن هذا العمل محرم ولكن ليس لديه إرادة قوية تحصنه ، وهناك وسائل لتقوية الإرادة وبإمكانه أن يجلس مع أحد العلماء ويبحث معه الوسائل من غير أن يعترف بذلك أو يفضح نفسه .
النصيحة الثالثة: المحاسبة ، فهذا الشاب عليه أن يحاسب نفسه يومياً ويخوّفها من عقوبة هذا العمل وقد تترتب عليه آثار سلبية مثل عدم قبول صلاة أو دعاء أو أعمال وهذه الحالة ينبغي أن يجعلها دائماً في ذهنه . ومن ثم عليه ان يبتعد من أجواء الإثارة ، لأنه كلما اقترب من الأجواء المثيرة كالأفلام الخلاعية وماجنة واللقاءات المختلطة ،اندفع لهذه الممارسة، وبذلك عليه التخلص منها قدر الامكان ان كان جاداً في الاقلاع عن هذه العادة. وأيضاً عليه أن يعوّد نفسه بالصوم ، فالرسول الأكرم يقول : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. الصوم يخلق حالة استعفاف وحالة حصانة داخلية .
النصيحة الرابعة : التفكير الجدي في الزواج ، فإذا كان لديه شحنة جنسية كبيرة تضغط عليه لممارسة العادة السرية فعليه أن يفكر بالزواج، ويفكر أيضاً في الأضرار الكبيرة نتيجة ممارسة هذه العادة في الحياة الزوجية. وبذلك يستطيع أن يتخلص من هذه الحالة

3- أنا فتاة عمري 15 سنة، ولدي حاجة عاطفية ملحة ولا أستطيع المقاومة، وأسرتي لا تقبل موضوع الزواج إلا بعد إنهاء الدراسة، ماذا أفعل؟
السيد ( بعد تنهد ): طبعاً اذا استطاعت أن توفق بين دراستها ورغبة أهلها ، كان بها .
واذا لم تستطع فبعد البحث عن الزوج الحقيقي ضمن المواصفات الشرعية والضوابط الشرعية ، تقوم بإقناع أهلها سواء بشكل مباشر أو عن طريق توسط أحد الأقرباء لها وشخص قادر على إبراز المسؤلية بكل صراحة تجاه حالتها ، وأن يضعهم في الصورة الحقيقية لرغبة هذه الفتاة في الزواج ، وذلك خشية أن تنحرف أو تسقط في الممارسات المحرمة ، خاصة في هذا العصر الذي يتعرض فيه شبابنا وشاباتنا الكثير من المزلقات ، فمن الضروري التبكير في زواجها وتحصينها بسرعة والنصوص تؤكد على التبكير في تزويج الفتاة خصوصاً بأسرع ما يمكن. فعلى الفتاة أن تخلق هذا الوعي داخل الأسرة ولو عن طريق آخر قريب أو قريبة لها .
ولو قدر ان اهلها لم يقتنعوا وان ترك الزواج يوقعها في المحرم أو الحرج الشديد ولا يمكن تحملّه ، يصبح الزواج حين إذن واجباً شرعاً وتتزوج حتى لو رفض أهلها ومحرم عليها ترك الزواج في هذه الحالة سواء قبل أهلها أم لم يقبلوا .

4- أنا شابة أخاف من شبح العنوسة، وأشعر أنني سأنجذب إلى أي شاب أرى فيه _أنا فقط_ الزوج الصالح حتى لو رفضته أسرتي، فهل هذه وسيلة صائبة لأحصن فيها نفسي وأبني حياتي؟
أنا أؤؤكد أيضاً ان عليها البحث عن الزوج الصالح ، فالإنجذاب وحده لا يكفي فهو يلبي حاجة مؤقته وربما عقّد العلاقة الزوجية مستقبلاً ، ومطلوب من الفتاة أن لا تنجذب بسرعة حتى لو كان هناك حاجة ملحة ضاغطة ، نعم فلتبحث بشكل جدي وسريع عن زوج عبر القنوات المشروعة وتفاتح أهلها ، واذا ما اصر الأهل على الرفض من غير ممبررات مشروعه مما يضطرها للعنوسة أو الوقوع في المحرم أو الحرج الشديد ، فعليها أن تتزوج وان مانع أهلها.

5- أحببت شابة ولا أتصّور نفسي أن أعيش بدونها، لكن ضيق الحال يمنعني من التقدم إليها، ما الحل؟
ننصحه بأن يكون اختياره مدروساً وليس بعواطف معينه تجعله يتصور أنه لا يستطيع أن يستغني عن هذه الفتاة ، فبعد أن يكون قد أتقن الإختيار وأتقن دراسة هذه الفتاة وتوصل الى قناعة تامة الى أن هذه الفتاة التي يطمح اليها والتي يرغب فيها وتمثل طموحه الديني والإيماني... ، هنا يبقى العائق المادي كما ذكر السائل ولكن يخشى أن تفوته فرصة هذه الفتاة وهو ليس لديه أدنى إمكانات حتى العقد والخطبة البسيطة ، فعليه إذن أن يبحث عن أي طريقة من الطرق للحصول على الدعم سواء من مؤمنين أو علماء ، جهات معينة . ويستطيع أن يقوم بإيقاع العقد الشرعي على الأقل بأبسط الإمكانات في الوقت الحالي ويرجى الزواج إلى وقتٍ لاحق حتى تتوفر الإمكانات لعمل مراسيم زواج كاملة. فبدلاً أن تستمر العلاقة بين الشاب والشابة من غير ضابط شرعي فليتم العقد على الأقل

شبكة النعيم الثقافية : ذكرتم بأن لا بد أن تكون دراسة متبادلة لكلا الطرفين كل طرف يدرس الآخر دراسة حقيقية حتى يكون إختياره صحيحاً، هذه الدراسة تستدعي التواصل عبر وسائل الاتصال الحديثة من هاتف وانترنت. فهل تؤيدون التواصل بين الطرفين لدراسة حالة كل منهما حتى مع عدم وجود الإمكانات أصلاً ؟
السيد : ليس شرطاً أن يكون التواصل بين الشاب والشابة بل التواصل يكون من مواقع المعرفة لهذا الشاب او هذه الشابة ولا يكون التواصل مباشر بين الشاب والشابة من البداية بل اللقاء او التواصل بين الشاب والشابة هو آخر الحلقات ويكون بعد الدراسة الميدانية الدقيقة لمواصفات كلٌ منهما بأي طريقة شرعية يمكن من خلالها الحصول على معلومات صحيحة ، وليس من البداية تكون العلاقة وتتعمق وتتقوى وتولد الانجذاب العاطفي، وفي النهاية يظهر أن هذا الزواج غير مقبول، لذلك نحن لا ننصح أن تكون العلاقات في البداية في ظل عواطف معينة ، بل عليه أن يدرس الوضع أولاً دراسة كاملة- لن يخسر شيء- ومن ثم يقدم الى خطوات متقدمة .
والآن أيضاً ظهر عنوان جديد وينبغي للشاب أن يلتفت ويبدأ فيه حتى قبل أن يفكر في البحث وهو الفحص قبل الزواج وهي تسبق كل الخطوات.

شبكة النعيم الثقافية : كلمة أخيرة سيدنا ، تحب توجهها؟
أتمنى من شبابنا أن يملكوا ثقافة الجنس بشكل صحيح ، ومشكلتنا نحن (كمبليغين) في خطابنا الديني وخطابنا المسجدي وخطابنا المنبري لا يحاول أن يطرح ويعالج الإشكالات الجنسية، واعتدنا على ذلك لأنه ربما الجو أوالعرف لا يقبل بينما الواقع أن الإسلام يعالج كل الإشكالات ، فأنا أقول بدل أن يفتش الشاب عن الحلول لإشكالاته الجنسية ويأخذ ثقافته الجنسية من مصادر أخرى وربما مشبوهة ، فليأخذها من الخطاب الديني وليجدها من العالم والمسجد المنبر ... وتكون المصدر لاحتواء مشاكل الشباب ،ولذلك واكرر نصيحتي للشباب أن يلجأوا للعلماء لحل إشكالاتهم، ولا يتحرجون في طرح أي مشكلة خاصة جنسية وما شابه ، على الشاب أن لا يلجأ الى مصادر أخرى ربما لا تلتزم بضوابط شرعية وضوابط دينية ، والآن هناك كتابات كثيرة تعالج القضايا الجنسية والأضاع والإشكالات في قضايا الزواج ولكن كثير منها لا ينطلق من منظور اسلامي صحيح ، فعلى الشاب أن يلجأ الى الثقافة الاسلامية وينطلق من منظور إيماني ومن منظور قرآني ومن المنهج القويم النظيف .

انتهى الحوار .
شاكرين لسماحة السيد عبد الله الغريفي (حفظه الله ورعاه) جميل استضافته وطيب تقبله ونسأل الله أن يديمه ذخراً للمؤمنين ويشملنا واياه بالرحمه والتوفقيق. والحمد لله رب العلمين

ملاحظة : هذه الأسئلة نتيجة الجلوس مع عدد من الشباب والمنتديات الشبابية على الإنترنت



 


حسن مال الله
شبكة النعيم الثقافية - اللجنة الثقافية

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق