قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالشيخ سعيد السلاطنة
 
كيف نكون مع الامام الباقر (ع)
شبكة النعيم الثقافية - 2007/12/17 - [الزيارات : 5199]

بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)
صدق الله العلي العظيم
من خلال طرحي لهذه الآية الشريفة أحاول أن أتناول ثلاث نقاط معكم أيها الأحبة:
النقطة الأولى:
(حقيقة النداء ..يا أيها الذين آمنوا)
النقطة الثانية:
(بيان تقديم الأمر بالتقوى)
النقطة الثالثة:
(حقيقة الكينونة مع الصادقين)
النقطة الأولى:
الله تعالى وجه النداء للمؤمنين دون غيرهم في هذه الآية، لأنه تعالى وجد عندهم الاستعداد التام للتلبس بأهم حقيقتين من حقائق الإسلام:
الحقيقة الأولى:
التقوى (اتقوا الله)
الحقيقة الثانية :
(وكونوا مع الصادقين)
ومن الطبيعي ان المتحدث إذا كان في محضر وهناك منتبه وغير منتبه لكلامه أن يلقي المتحدث جل اهتمامه للمنتبه دون غيره .
النقطة الثانية:
الله سبحانه قدم الوجوب بالتقوى على الكينونة مع الصادقين وذلك لأن التقوى مقدمة للكينونة مع الصادقين، فلا يمكن أن يكون الإنسان مع الصادقين إلا إذا دخل في دائرة المتقين .
النقطة الثالثة:
وهي محط رحالي معكم أيها الأحبة..
الكينونة مع الصادقين تأخذ بيد الانسان إلى ثلاثة مطالب مهمة في توحيد مسار الموالي لأهل البيت(ع):
المطلب الأول : البحث عن الصادقين ، وبذلك يدرك المرء حقيقة التكليف .
من هم الصادقون في كل مفردات حياتهم ؟
لأن الآية مطلقة في تحديد الصادقين وصدقهم ، فلم تحدد الآية ان هؤلاء كانوا على غي بعد ذلك صاروا من الصادقين ، كما هو شأن أغلب الصحابة ,بل ان الآية الشريفة وصفتهم بالصادقين مطلقا وذلك يرشدنا إلى أن هؤلاء الصادقين هم أهل العصمة لأنهم المصداق الأجلى والفرد الأكمل لهذه الآية.
المطلب الثاني:
بقاء الصادقين إلى يوم القيامة لأنه ليس من الممكن أن يأمرنا الله بأن نكون مع أشخاص لا وجود لهم ، وهذا من أتم الأدلة على وجود صاحب العصر والزمان أروحنا له الفداء.لأنه سيد الصادقين في عصرنا هذا.
المطلب الثالث:
الكينونة ليست ادعاءا مجردا بل هي ارتباط عملي بأهل البيت(ع)، وذلك لا يتحقق إلا بمعرفة أهل البيت من خلال الحق الذي تلبسوا به .
وأحاول هذه الليلة العظيمة ليلة وفاة الإمام الباقر (ع) أن آخذكم إلى أربعة مواقف من حياة الإمام(ع) لنكون جميعا مع الصادقين من خلال مواقفهم .
وهذه هي الكينونة الواعية أما الكينونة الساذجة فهي كينونة المغفلين الذين صاروا في مصاف بشر لا يعرفون حقائقهم ولو تطلعوا إلى مواقفهم للعنوهم ولعنوا الساعة التي ارتبطوا فيها بهم... طبعا هذا إذا كانوا من أهل الإنصاف ، أما إذا كانوا من أهل الغي والضلال فهؤلاء لا يألفون إلا للعفن .
بل ان المنصف العاقل لو تطلع إلى مواقف البعض من الذين وضعتهم السياسة في الصدارة وأقصت أهل البيت(ع) لتندم على كل لحظة قضاها مع غير الصادقين.
وأحاول أن أضع بين أيديكم أيها الأحبة ثلاثة مواقف والدروس المستوحاة منها:
الموقف الأول :
(أردت أن عظه فوعظني)
روى أبو عبد اللـه الصادق أن محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين يدع خلفاً لفضل علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمد بن علي ، فأردت أن اعظه فوعظني ، فقال له أصحابه : بأي شيء يعظك ؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن علي وكان رجلاً بديناً وهو متّكٍ على غلامين له أسودين أو موليين ، فقلت في نفسي : شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ، أشهد لأعظنه ، فدنوت منه فسلمت عليه ، فسلَّم عليَّ ببهر وقد تصبب عرقاً ، فقلت أصلحك اللـه يا شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ، لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال ؟ قال : فخلى عن الغلامين من يده ، ثم تساند وقال : لو جاءني واللـه الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات اللـه تعالى أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس ، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي اللـه ، فقلت : يرحمك اللـه أردت أن أعظك فوعظتني 44 .
وكان يمكن الإمام أن يستخدم عبيده في أمر إصلاح أرضه ، إلاّ أنه أحب أن يراه اللـه كاداً في سبيل إعاشة عياله .
يمكن لنا ان نستجلي من هذا الموقف عدة دروس منها:
الدرس الأول:
قداسة العمل اليدوي ..البعض من أولادنا يمتهن العمل اليدوي ويمجه ويعتبره عملا وضيعا ، والحال ان الاسلام يقدس العمل اليدوي ، وقصة النبي(ص) مع ذلك العامل الذي مجلت يده كلكم يعرفها.
الدرس الثاني:
ان الكسب على العيال عبادة ، قال الرسول الكريم (ص) الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله.المصدر: عوالي الئالي ج2ص109
الموقف الثاني:
(الحق لايترك إذا تبعه باطل)
يروى بأنه حضر أبو جعفر (ع) جنازة رجل من قريش وأنا معه ، وكان فيها عطاء(مفتي مكة) فصرخت صارخة فقال عطاء : لتسكتن أو لنرجعن ، قال : فلم تسكت فرجع عطاء قال : فقلت لأبي جعفر (ع) إن عطاء قد يرجع ، قال : ولِمَ ؟ قلت : صرخت هذه الصارخة فقال لها : لتسكتن أو لنرجعن ؟ فلم تسكت فرجع ، " فقال : إمضِ بنا فلو أنا إذا رأينا من الباطل مع الحق تركنا له الحق لم نقضِ حق مسلم ، قال : فلما صلى على الجنازة قال وليها لأبي جعفر : إرجع مأجوراً رحمك اللـه فإنك لا تقوى على المشي ، فأبى أن يرجع ، قال فقلت له : قد اذن لك في الرجوع ولي حاجة أريد أن أسالك عنها ، فقال : إمضِ فليس بإذنه مشينا ولا بإذنه نرجع ، إنما هو فضل وأجر طلبناه فبقدر ما يتبع الجنازة الرجل يؤجر على ذلك .
هذا الموقف من الإمام(ع) يأخذ بيدي إلى درسين مهمين:
الدرس الأول:
على الانسان ان لايكون ضيق الافق بترك الحق اذا وجد باطلا في محضر الحق ، بل عليه ان يتلبس بالحق في مواجهة الباطل ، وأما الهروب فذلك سبيل الفاشلين الذين يسيرهم جهلهم وتعصبهم.
الدرس الثاني:
اذا عمل الانسان المؤمن عملا في الميدان الاجتماعي فليكن دافعه الى ذلك الامتثال لأمر الله تعالى .
الموقف الثالث:
(هذه أخلاقهم أروحنا لهم الفداء)
يروى بأنه قال له نصراني يوماً : أنت بقر قال : لا أنا باقر قال : أنت ابن الطباخة ( يريد تعييره بها ) قال : تلك حرفتها ، قال : أنت ابن السوداء الزنجية البذية ؟ قال : إن كنت صدقت غفر اللـه لها ، وإن كنت كذبت غفر اللـه لك ، فانبهر النصراني بأخلاقه ، ودعاه ذلك إلى الإسلام على يديــه.
وهذا الموقف لايحتاج الى تعليق....والحمد لله رب العالمين

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م